الصقور في السعودية- من تراث عريق إلى رمز وطني واقتصاد مزدهر

المؤلف: عبده خال08.27.2025
الصقور في السعودية- من تراث عريق إلى رمز وطني واقتصاد مزدهر

على الرغم من التحولات المتسارعة، تظل دعائم التراث منارات ساطعة عبر الأزمان. ففي الماضي التليد، كان الصقر في ربوع المملكة العربية السعودية طائراً يرافق الصقّار في رحلاته البرية وميادين التحدي الشيقة، ومع تعاقب السنوات، تبدّل الصقر ليصبح رمزاً ثقافياً راسخاً و هوية وطنية شامخة تزهو في المحافل الدولية الرفيعة، تماماً كما كان يحلّق بفخر واعتزاز فوق رمال الصحراء الذهبية وبين الجبال الشاهقة على مر القرون المديدة.

وانطلاقاً من هذا العمق التاريخي المتأصل، تضافرت الجهود الحثيثة في العصر الحديث لترسيخ مكانة الصقور المستحقة في حاضر المملكة العربية السعودية الزاهر، وإعادة تقديمها للعالم أجمع بروحٍ معاصرة، وطموحٍ وطنيٍ لا يحده سقف، ومن هنا بزغ نجم نادي الصقور السعودي، الذي يعكف على تنظيم فعاليات متخصصة ومتميزة، ليس بهدف استعادة عبق الماضي الجميل فحسب، بل أيضاً لصناعة حاضر مشرق يليق بهذا الموروث التراثي الأصيل، ومنحه أبعاداً اقتصادية وثقافية وسياحية ورياضية قيمة.

إن ما نشهده اليوم من تنظيمٍ لفعاليات ضخمة ذات صدى عالمي على أرض المملكة الطيبة، هو ثمرة عمل مؤسسي دؤوب ومنهجي، بدأه النادي منذ تأسيسه المبارك.

ففي كل موسم، نرى المزاد الدولي المرموق لمزارع إنتاج الصقور، وهو يلقي بظلاله ليجمع تحت لوائه نخبة متميزة من مزارع إنتاج الصقور من مختلف أصقاع العالم، فالصقر الذي كان يهدى في الماضي بين القبائل كرمز للكرم والجود، بات اليوم يُقتنى في مزادات دولية رفيعة المستوى وموثوقة، مثل هذا المزاد المتميز، الذي تُعرض فيه أجود السلالات وأندرها، ويُدار بدقة فائقة واحترافية عالية، وفقاً لأحدث المعايير العالمية المعتمدة.

ولا عجب إطلاقاً أن نرى الصقر يحمل على جناحيه أريج التاريخ العريق وتألق الحاضر البهي، ليحضر بكل سلالاته المتنوعة في ربوع المملكة، ويكون حاضراً أمام أنظار الصقارين وهواة الصقور من المملكة العربية السعودية والدول المجاورة، ومما لا شك فيه أن هذه الفعاليات المتميزة تضفي مزيداً من الاستثمارات القيمة، التي تساهم في إثراء الاقتصاد الوطني وتضفي عليه قيمة نوعية مضافة.

وبالفعل، نجح نادي الصقور السعودي بجدارة في تطوير المزاد، ليواكب رؤية وطنية طموحة، تعنى بالحفاظ على هذا الموروث الثمين، وتحقيق عوائد اقتصادية واستثمارية مجدية، ليصبح اليوم بمثابة رسالة وطنية قوية، تصل إلى العالم أجمع بكل فخر واعتزاز.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة